كواليس مقتل ياسر أبو شباب: اشتباكات قبلية تكشف مفاجآت عن زعيم الميليشيا المثيرة للجدل في غزة

كواليس مقتل ياسر أبو شباب: اشتباكات قبلية تكشف مفاجآت عن زعيم الميليشيا المثيرة للجدل في غزة
كواليس مقتل ياسر أبو شباب: اشتباكات قبلية تكشف مفاجآت عن زعيم الميليشيا المثيرة للجدل في غزة

كشفت مصادر محلية في جنوب قطاع غزة لـ«مباشر مصر» تفاصيل جديدة حول مقتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل خلال الحرب الأخيرة على القطاع، مؤكدة أن الحادث لم يكن نتيجة استهداف خارجي كما تردد، بل جاء بسبب اشتباكات عائلية داخلية تورط فيها فردان من أبناء قبيلة الترابين التي ينتمي إليها.

ووفقاً للمصادر، فإن عملية استهداف أبو شباب وقعت مساء الخميس الماضي، حين تعرض لإطلاق نار مباشر من شخصين ينتميان إلى عائلتي الدباري وأبو سنيمة، وهما من الفروع الكبرى لقبيلة الترابين نفسها. وتشير الروايات إلى أن مرافقيه بادروا فوراً بالرد، ما أدى إلى مقتل منفذي العملية في المكان.

وقد أعيد الحديث عن أبو شباب إلى واجهة الأحداث خلال الأشهر الماضية بعدما برز دوره في مرافقة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتقدمة شرقي رفح وجنوب خان يونس، وهي مناطق تشهد تواجداً مكثفاً للقوات الإسرائيلية ونزوح معظم سكانها، باستثناء مجموعات محدودة من قبيلة الترابين.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت أن أبو شباب نُقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع بعد إصابته بجروح خطيرة، ليلقى حتفه متأثراً بها، بوصفه أحد أبرز الوجوه القبلية التي اصطدمت مع «حماس» خلال الشهور الأخيرة، خاصة بعد اتهامه بتشكيل أول مجموعة مسلحة مناوئة للحركة في جنوب القطاع.

■ جدل دائم حول دوره في المساعدات

عودة أبو شباب للظهور مؤخراً أعادت النقاش حول مسؤوليته عن تأمين أو تعطيل إدخال المساعدات. فبينما اتهمه البعض بالتورط في الاستيلاء على شحنات إغاثية خلال فترات سابقة، يرى آخرون أنه لعب دوراً في حماية القوافل الإنسانية من عمليات السطو التي تزايدت مع ضعف الوضع الأمني.

ونشرت مجموعة محسوبة عليه خلال الأسابيع الماضية مقاطع فيديو تظهر مسلحين يرافقون قوافل مساعدات وعاملين دوليين، مؤكدين أن ما يقومون به “واجب وطني” لحماية ما يصل إلى السكان.

Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توب

وتشير مصادر ميدانية إلى أن مناطق تواجده الأساسية تقع في نطاقات شبه خالية من السكان وتخضع لسيطرة إسرائيلية مباشرة، ما أثار علامات استفهام حول كيفية تحركه هناك، خاصة مع تأكيد البعض أنه لا يدير صفحاته على مواقع التواصل بنفسه، بل يعتمد على فريق إعلامي يدير نشاطه ويصدر بيانات باسمه.

■ خلفية شخصية معقدة

وبحسب مصادر مطلعة، فإن أبو شباب كان قد اعتُقل سابقاً لدى أجهزة أمن «حماس» بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات قبل أن يتمكن من الهروب مع بداية الحرب. ولم تُعرف له أي انتماءات تنظيمية واضحة، غير أن حمل السلاح شائع في محيطه القبلي.

وفي نوفمبر 2024، نفذت أجهزة أمن «حماس» حملة واسعة ضده وضد عناصر في مجموعته بعد اتهامهم بالاستيلاء على مساعدات، ما أسفر حينها عن مقتل العشرات، قبل أن يتضح لاحقاً أنه نجا من الاستهداف بينما قُتل شقيقه عن طريق الخطأ.

■ «فلتان أمني» أم نفوذ قبلي؟

تزايد النفوذ الذي اكتسبه أبو شباب في مناطق شرق رفح، إلى حد أن بعض السكان بدأ يطلق عليه لقب «الدولة» و«الرئيس» بشكل ساخر، بعد انتشار مشاهد تظهر عناصر مجموعته وهم يحيّون المواكب الأجنبية ويرفعون العلم الفلسطيني على ملابسهم العسكرية.

وفي الأيام الأخيرة، أكدت مصادر محلية أنه نجح في تأمين خروج عائلات حاصرتها القوات الإسرائيلية في منطقة العمور، الأمر الذي عزز حضوره الشعبي بين القبائل.

وفي المقابل، تواصل «حماس» اتهام إسرائيل بالسعي إلى خلق حالة «فلتان أمني» عبر دعم مجموعات مسلحة بديلة، فيما يرى مراقبون أن ما يجري يعكس تداخل النفوذ القبلي مع الفوضى الأمنية التي خلفتها الحرب.